لا يوجد على هذه الأرض شخص كامل الأوصاف، لدى كل فرد من نقطة أو نقاط ضعف تعكر حياته وتجعله يحاول بكل الطرق والوسائل إخفاء هذا العيب - بنظره - في أية مناسبة وعند تعارفه على أشخاص جدد إن كان في المحيط العائلي أو العملي. ولكن لماذا علينا إخفاء نقاط ضعفنا؟
إن نقاط الضعف التي نخجل منها تبقى مترسبة في دواخلنا بحيث نحاول ان نظهر على السطح عكسها تمامأ، وهذا ما يزيد الوضع سوءاَ فنحاول بشتى الطرق إظهار صفات لا نملكها ولكن نطمح لامتلاكها. خجلنا من نقاط ضعفنا التي لا نريد أن نؤمن بوجودها، وإن سلمنا فإننا نتحاشى إظهارها، هو الضعف بعينه وهو خداع للذات قبل خداع المحيطين.
علينا أن لا نخجل من ضعفنا او أن نلوم أنفسنا على صفات موجودة فينا أو تصرفات قمنا بها مما قد يزيد في تعذيب ذاتنا على كل تصرف خاطئ يصدر منا.
من جهة ثانية يجب أن لا نعطي أي موقف أكثر مما يستحقه، فما نعتقد أنه يشغل اهتمام الناس قد لا يستحق اهتماماَ كبيراَ، وإلا فإننا سنصاب بالقلق دوماَ وسنفقد القدرة على التعامل مع الأمور بحجمها الطبيعي. المبالغه والتهويل في المشاكل والأزمات التي تواجهنا تجعلنا فريسه للقلق والخوف الدائم.
المهم هو الاعتراف بنقاط ضعفنا وعدم جعل هذه النقاط تؤثر بشكل سلبي على علاقتنا بالناس، بل من الواجب إظهارها للمقربين منا كي يتفهموا تصرفاتنا على حقيقتها ولكي يساعدوننا على تجاوز مخاوفنا وزيادة ثقتنا بنفسنا.